عن تجربتي في التصوير في موقع واحد

05/09/2019
الصورة
1
Author
الد الحجر

أصبح تصوير الأفلام في موقع واحد منتشراً هذه الأيام وذلك نظرا للتكلفة الباهظة لصناعة الأفلام العادية. ولقد قمت بتصوير ثلاثة أفلام في موقع واحد مع عدد صغير من الممثلين أثبتت قدرتها على النجاح. كان أول فيلم قصير أقوم بإخراجه وكتابته اسمه “أنت عمري” سنة 1989 من بطولة عبله كامل وأحمد كمال ومدته عشرة دقائق، وتم التصوير كله في شقه واحدة. وهو يتحدث عن روتينية الحياة الزوجية، وكان بدون حوار فقط الأحداث تمر على أغنية “أنت عمري” لأم كلثوم. نجح الفيلم في المهرجانات وحصل على عدة جوائز وأيضاً تم بيعه للتلفزيون الألماني والتلفزيون الفرنسي، كما أصبح يدّرس في المعهد العالي للسينما في القاهرة للنظر في كيفية عمل فيلم صامت في موقع واحد وكيفية جعل الصورة تحكي القصة بدون حوار….

ثم عملت في أعمال سينمائية وتلفزيونية أكبر وفي مواقع متعددة وبميزانيات عالية. ولكن حلم عمل فيلم روائي طويل في موقع واحد بات يراودني. فكتبت سيناريو “حرام الجسد” وقمت بإخراجه سنة 2016. تدور جميع أحداث هذا الفيلم في مكان واحد، وهو مزرعة في وسط الطريق الصحراوية بين القاهرة والإسكندرية، يقوم ببطولاته خمسة أشخاص فقط – ناهد السباعي وأحمد عبد الله محمود وزكي فطين عبد الوهاب ومحمود البزاوي – أثناء الثورة المصرية سنة 2011. وما يحدث في المزرعة يعكس ما يحدث في مصر والصراع على السلطة والقهر والعنف والبحث عن الحرية في تلك المرحلة. وقد لقي الفيلم نجاحاً تجارياً ونقدياً في مصر، وشارك 25 مهرجاناً دولياً وحصد أربع جوائز عالمية.

بالنسبة لي كمؤلف ومخرج، عمل فيلم في موقع واحد لمدة ساعتين وبأبطال قلائل ليس بالسهل. فهو تحدّ كبير يتطلب موهبة في كيفية كتابة أحداث درامية متشعبه في زمن طويل دون أن يملّ المتفرج منها. وأهم ميزة أن تكلفة هذه الأفلام هي نصف تكلفة أي فيلم آخر يتم تصويره في أماكن عديده ومع مجموعة كبيرة من الممثلين. وهذا اتجاه عالمي ليس بجديد، فأذكر على سبيل المثال فيلم “12 رجلا غاضبا” ومعظم أفلام هيتشكوك التي تقتصر على عدد محدود من المواقع والممثلين.

Image removed.

وبعد نجاح فيلم “حرام الجسد”، قمت بكتابة وإخراج فيلم طويل آخر تشويقي باسم “جريمة الايموبيليا” وتدور جميع أحداثه في شقه في عمارة الايموبيليا الشهيرة في وسط القاهرة، من بطولة هاني عادل وناهد السباعي وطارق عبد العزيز ودعاء طعيمه. ميزانية هذا الفيلم متواضعة لكن كتابة السيناريو تتطلب تدريبا هائلا للوصول إلى دراما محبوكة جيداً تجذب المنتجين للمساهمة في إنتاج الفيلم.

وفي الختام، أنصح كل مخرج شاب أو شابة أن يبدأ مشواره الفني بأفلام تحدث في موقع واحد، للتمرس على صياغة دراما قوية تشدّ المشاهد إليها وتستهوي المنتجين.

ملاحظة: لقد أخرج خالد حجر مؤخرا فيلم “شيهانة” من إنتاج سعودي-أردني تمّ تصوير جزء كبير منه في الأردن.


خالد الحجر كاتب و مخرج مصري الجنسية والمالك لشركة افلام الحجر. وهو أحد أشهر المخرجين المصريين الحاصلين على جوائز، وواحدا من أكثر صانعي الأفلام إثارة للجدل في مصر.