ذيب: حكاية تحكيها الصحراء

24/03/2019
الصورة
1
Author
Author

وادي رم، هذه الصحراء الرائعة الجمال والتضاريس الموحشة والقاحلة والتي قلما ما تجد شبيها بها على سطح الأرض، تمكنت من حمل السينما الأردنية وايصالها الى العالمية بسكانها الذين شاركوا المخرج الأردني ناجي أبو نوار تجربته السينمائية في فيلمه الروائي الطويل الأول ليقودوه للترشح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية لعام 2016. ويحسب للمخرج الشاب قدرته على توظيف جمال صحراء وادي رم في عمله مستعيناً ببدو وقفوا لأول مرة أمام الكاميرا.  ترشيح فيلم “ذيب” للأوسكار مثلَ سابقة في تاريخ الأفلام الأردنية التي بدأت مسيرتها منذ أكثر من 56 عاماً بالفيلم الأردني الطويل “صراع في جرش” عام 1959.

قضى أبو نوار وشريكه في الكتابة، باسل غندور، عاماً كاملا في صحراء وادي رم، حيث أقاما بين القبائل المحلية ودرّبا أبناءها. يقول أبو نوار “استعنا بأهل المنطقة وأقمنا لهم ورشات تدريب في التمثيل لمدة ثمانية شهور في بيئتهم الطبيعية. أردنا أن يظهر الفيلم طبيعيا”. ويضيف “لطالما أردت أن أنجز فيلما عربيا يمتزج مع أفلام الغرب الأميركي”. أما باسل غندور فقال “إن أهم ما في الفيلم محاولتنا أن يكون واقعياً ومن البيئة الطبيعية وأن يعكس هذه البيئة”.

تدور احداث الفيلم إبان الحرب العالمية الأولى وبالتحديد عام 1916، وتحكي قصة الفتى البدوي ذيب الذي يعيش مع قبيلته في وادي رم البعيدة كل البعد عن مظاهر الحضارة والتمدن. عندما يقرر أخوه الأكبر، حسين، مرافقة فريق من الرجال ومعهم ضابط بريطاني ليكون دليلهم لعبور الصحراء مع بدايات الثورة العربية الكبرى، لم يكن يعلم بأن وجود ذيب، الذي انضم لهم في هذه الرحلة، سيكون عوناً له بمواجهة مخاطر الرحلة الصعبة والشاقة، ولم يكن يعلم ذيب نفسه بأن هذه المغامرة سوف تتعقد وتجعله وحيدا في مواجهة أشد الظروف متسلحاً بما تعلمه من مبادىْ البدو.

نال فيلم “ذيب” استحساناً واسعاً من مختلف الجماهير والنقاد السينمائيين حول العالم عقب نجاح عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية السينمائي الدولي. كما حاز 13 جائزة سينمائية مرموقة من ضمنها: جائزة أفضل مخرج في مسابقة “آفاق جديدة” في مهرجان البندقية السينمائي وجائزة “آفاق جديدة” لأفضل فيلم من العالم العربي وجائزة “FIPRESCI” لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أبو ظبي السينمائي وجائزة أفضل مخرج لأول مرة في مهرجان “Camerimage” السينمائي الدولي، بالإضافة إلى جائزة “BAFTA” لأول عمل.