إطلاق الاستراتيجية الأولى لتشجيع السياحة في الأردن عبر صناعة الأفلام
عمان، 13 آب 2017 - تحت رعاية سمو الأميرة ريم علي، نظمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة أمس مؤتمراً لإطلاق الاستراتيجية الأولى لسياحة الأفلام في الأردن للسنوات الثلاث القادمة، وذلك بدعم من مشروع السياحة لتعزيز الاستدامة الاقتصادية في الأردن الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وشارك في المؤتمر الذي استمر يوماً واحداً ممثلون عن وكلاء السياحة والسفر ومجموعة كبيرة من شركات الإنتاج والتصوير العاملة في الأردن حيث تم عقد عدة جلسات حول تطورات سياحة الأفلام على الصعيد العالمي، وتجارب عدة دول نجحت باستثمار تصوير أفلام فيها لاستقطاب مئات الآلاف من السياح كالدانمارك وجمهورية التشيك.
وشمل المؤتمر أيضاً جلسة لمناقشة محاور استراتيجية سياحة الأفلام في الأردن وورشة متخصصة لتعريف المشاركين بكيفية تصميم مسارات وتجارب سياحية قائمة على الأفلام أو المسلسلات التي يتم تصويرها في البلدان المختلفة.
وقال مدير عام الهيئة الملكية للأفلام جورج داود إن عائدات صناعة الأفلام في الأردن تجاوزت خلال السنوات العشر الماضية أكثر من 150 مليون دينار أردني وساهمت بإيجاد 5000 وظيفة بداوم كامل. وأضاف أن الاستراتيجية ستساعد في الترويج للأردن كوجهة سياحية عالمية مستفيدة من الأفلام التي صورت فيه وحققت شهرة عالمية واسعة كفيلم "لورانس العرب" (Lawrence of Arabia) و"إنديانا جونز والحملة الأخيرة" (Indiana Jones & the Last Crusade) و"المريخي" (The Martian) و"روغ وان: قصة من حرب النجوم" (Rogue One: A Star Wars Story).
من جهته قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات إنه تم إعداد الاستراتيجية بعد مشاورات موسعة مع ممثلين عن صناعة الأفلام والعاملين في قطاع السياحة وإن الاستراتيجية تسعى إلى الاستثمار في إمكانيات الأردن الهائلة ليكون وجهة عالمية لتصوير الأفلام. وأضاف عربيات بأن الأفلام تساهم بشكل هائل بالترويج للبلد الذي يتم تصويرها فيه وهناك أمثلة عديدة لبلدان حققت قفزات سياحية غير مسبوقة بسبب تصوير فيلم فيها، مثل نيوزيلندا التي ارتفعت فيها عائدات السياحة إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار في العام 2014 بعد أن صورت فيها سلسلة أفلام "هوببيت"، أو فلوريدا التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 70% في عدد السياح بعد تصوير فيلم "حكاية دولفين".
وأكد عربيات بأن وضع الاستراتيجية جاء لتمكين الأردن من الاستفادة بشكل حقيقي من الفرص المهمة التي يتيحها تصوير الأعمال الفنية المختلفة فيه والتي يمكن استثمارها من خلال تصميم مسارات سياحية حول المواقع التي صورت فيها وبما يقدم تجربة سياحية مختلفة ويساهم في استقطاب المزيد من السياح. وأضاف عربيات أن هيئة تنشيط السياحة قامت باستضافة العديد من شركات الانتاج من هوليوود وبوليوود في السنوات السابقة لتشجيعها على تصوير عدد أكبر من الافلام في الاردن، من خلال توفير حوافز لمنتجي الأفلام. كما دعمت هيئة تنشيط السياحة جهود الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في عملها في الاردن وترويجها للمملكة في الخارج من خلال المهرجانات السينمائية العالمية بما فيها مهرجان كان.
وأشار إبراهيم أسطة، مدير مشروع السياحة لتعزيز الاستدامة الاقتصادية في الأردن الممّول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى أن صناعة الأفلام العالمية صناعة ضخمة تقدر بثمانية وثمانين مليار دولار سنوياً، تتنافس هيئات الأفلام في العالم لاستقطاب جزء منها لبلدانها نظراً لما تعود به من فوائد اقتصادية كبيرة مباشرة وغير مباشرة. وبالتالي، "يسعى المشروع إلى دعم جهود الأردن ليصبح وجهة سياحية منافسة عالمياً وخلق فرص عمل جديدة في القطاع السياحي وتوزيع عائدات السياحة لتشمل مناطق أوسع في الأردن، من خلال هذه الاستراتيجية التي تضع أسس واضحة لاستقطاب أفلام وزوار."