السينما الخيالية لبيتر نيكولز – ترجمة مدحت محفوظ
يُعدَ كتاب “السينما الخيالية” للكاتب بيتر نيكولز ترجمة مدحت محفوظ، من أول الكتب التي ترجمت باللغة العربية لتناقش وتتحدث عن أهمية هذا النوع من السينما وبنفس الوقت يعد مرجعا وافيا وأساسيا للدارسين والباحثين في سينما الخيال العلمي.
بالنسبة للعديد من الناس، السينما الخيالية هي أفلام الحيل البصرية أو الرعب المقززة. وبالتالي، يعزف أصحاب الخبرة السينمائية بالكامل عنها ولا يعتبرونها سينما “حقيقية”.
يتكون الكتاب من سبعة فصول. الفصول الثلاثة الأولى تتحدث عن بداية السينما الخيالية وازدهار أفلام الخيال العلمي والانطلاقة الحقيقة للسينما الخيالية. الفصل الرابع يتحدث عن أبرز المخرجين والمنتجين منذ عام 1968. الخامس والسادس يركزان على أفلام الخيال العلمي وأفلام الرعب أما الفصل السابع فهو عرض زمني لأهم أفلام السينما الخيالية.
بداية ما اثار اهتمامي لقراءة هذا الكتاب هو العنوان وصورة الغلاف. ولأني من محبي الرسوم المتحركة توقعت ان يتحدث الكتاب عن هذه الفئة من الأفلام ولكن بالعكس تماما يتحدث تحديدا عن أفلام الرعب وأفلام الخيال العلمي وهي ليست المفضلة لدي على الاطلاق!
غير أن أسلوب الكاتب والسرد التاريخي والأمثلة الكثيرة من العوامل السياسية والاجتماعية والتطور التكنولوجي التي حدت إلى انتشار هذا النوع من الأفلام والعزوف عن انتاجها، كان محمسا لمعرفة ماذا يوجد في الفصول الاخرى.
أجمل ما في هذا الكتاب هو وجود الكثير من الأمثلة التي تتحدث عن سينما الرعب والخيال العلمي، ومقارنة فيلم بفيلم آخر من حيث التقنيات المستخدمة، الممثلين والاخراج الخ. مما يدفعك لمشاهدة الفيلم الذي يصفه. في الحقيقة لم أتخيل نفسي أن اشاهد فيلم رعب اسمه ” أنا تزوجت مسخا من الفضاء الخارجي” والذي أنتج سنة 1958 للمخرج جين فون جونيور، أو أن فيلم “الطيور” للمخرج الفريد هيتشكوك كان نقطة تحول في أنواع المسوخ التي نشاهدها على الشاشة فالمسوخ أصبحت حيوانات وليست بشرا كالنمل أو الخفافيش أو القرود.
يمكن القول إن كتاب السينما الخيالية يجعلك تنظر الى افلام الرعب والخيال بجدية أكثر وتقدير أكبر. في السابق كان المشاهد يتجنب مشاهدة افلام الخيال العلمي وذلك تأثرا بالحرب العالمية الاولي والثانية واقتناع الناس ذلك الوقت أن العلم هو سبب الخراب والدمار وأكبر دليل ما حدث في مدينة هيروشيما اليابانية. أما اذا ربطنا افلام الخيال العلمي في وقتنا الحالي بما يحدث من حولنا سنجد ان الكثير من افلام الرعب والخيال العلمي تساعدنا في مواجهة الواقع مثل حدوث كارثة طبيعية مثل فيلم ” كونتيجيون”.
في النهاية وفرة المعلومات والأحداث التاريخية والأفلام المختارة لتي تحدث عنها هذا الكتاب ليست موجودة في كتاب آخر. فهو موسوعة لسينما الخيال العلمي ولأنه باللغة العربية يمكن ان يكون مصدر الهام لصناعة افلام خيال ورعب عربية مثيرة للاهتمام.
*نورا حبجوقة هي مسؤولة المكتبة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام