كتاب هوية السينما العربية لسمير فريد
يتم اختيار كتاب العدد من ضمن مجموعة الكتب المتوفرة في مكتبتنا والتي يزيد عددها عن 2000 كتاب متخصص في مجال صناعة الأفلام والسير الذاتية والنقد السينمائي بالإضافة إلى مواضيع أخرى ذات علاقة بالفن والفنانين.
كتابنا لهذا العدد “هوية السينما العربية” والذي ارتأينا أن نساهم به في العدد الأول، للناقد المصري الراحل سمير فريد، والذي يلقب بعميد النقاد السينمائيين العرب، والصادر عن دار الفارابي للنشر عام 1988
يقع الكتاب في 182 صفحة مقسمة الى عشرة فصول تتحدث عن العديد من المواضيع الجوهرية والتي تمس السينما العربية بشكل خاص. يستهل الناقد المصري الكبير كتابه بالحديث عن هوية السينما بمقولة ” الهوية الثقافية ليست مشكلة السينما العربية فقط، وإنما هي مشكلة السينما في كل مكان في العالم، لأنها فن جديد لم يبلغ عمره قرن من الزمان بعد، ولأنها فن يرتبط بأدواته الصناعية ارتباطا خاصا ويختلف وضعه في السوق عن وضع غيره من الفنون والآداب.”
ينتقل الكاتب بعد ذلك للحديث عن تاريخ السينما العربية، هويتها ودوافع وجودها خاصة في حقبة السبعينات التي شهدت نشوء اتجاهات سينمائية جديدة مع سرد الأسباب التي أدت إلى نشوئها في ذلك الوقت.
ومن المواضيع المهمة التي تطرق لها الناقد، دور السينما في المشرق العربي من جهة والمغرب العربي من جهة أخرى مع ذكر ما يميز كل واحدة منها، كما تحدث عن أهم المخرجين العرب وخصص مساحة للحديث عن المخرج السوري الكبير الراحل مصطفى العقاد وأعماله الخالدة في ذاكرة السينما العربية والعالمية وأهمها فيلم “الرسالة” و”عمر المختار” والعوامل التي ساهمت في هذا النجاح الباهر.
ويتطرق الكتاب إلى صورة المرأة في السينما العربية وكيفية توظيفها في مختلف الحقب كما يركز على الجهود التي بذلت في الندوات السينمائية والمهرجانات والمؤتمرات والتي هدفت للنهوض بالسينما العربية وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها وبناء رؤى مستقبلية لإنجاحها.
ولعل المثير للاهتمام أنه عندما نقارن بين الماضي والحاضر نجد أن بعض المشاكل التي ذكرها الكاتب مازالت موجودة ليومنا مما يفتح المجال للاستفادة من الحلول التي اقترحها أو على الأقل التعلم من الأخطاء السابقة والعمل على ضمان عدم تكرارها.
في الملخص لا نستطيع أن نقول الا ان كتاب “هوية السينما العربية” من الكتب المهمة والأساسية والتي ينصح بقراءتها من قبل صناع الأفلام خاصة والمهتمين بالسينما العربية عامة الذين يريدون التعرف على التاريخ السينمائي العربي ومعرفة المشاكل والتحديات التي واجهتها في بداية نشأتها، لما فيه من معلومات وأفكار نقدية قلما نجدها في مكان آخر.
عن الكاتب سمير فريد:
صحفي، ناقد ومؤرخ متخصص في السينما، ولد في الأول من كانون الأول عام ١٩٣٤ في القاهرة وتوفي في الرابع من نيسان عام ٢٠١٧.
تخرج من قسم الأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1965 ومنذ ذلك الوقت صدر له ٦٣ كتابا مؤلفا ومترجما حتى عام ٢٠١٦، أهمها: “شكسبير كاتب السينما”، “الواقعية الجديدة في السينما المصرية”، “مخرجون واتجاهات في السينما الأوروبية”، “السينما اليابانية في النقد السينمائي العربي”، “مخرجون واتجاهات في السينما الأمريكية”، “سينما الأطفال”.
شارك في تأسيس عدة مهرجانات سينمائية مصرية وعربية، بالإضافة لمشاركته في لجان التحكيم في مهرجانات سينمائية مصرية وعربية ودولية.
حصل فريد على العديد من الجوائز أهمها: الجائزة التقديرية (كاميرا البرلينالي) لمهرجان برلين في ألمانيا عام ٢٠١٧ والميدالية الذهبية لمهرجان كان في فرنسا بمناسبة اليوبيل الذهبي للمهرجان عام١٩٩٧ والجائزة التقديرية لمهرجان دبي في الإمارات العربية المتحدة عام ٢٠١٣.